مشعوذين وسحرة يتوزعون في أحياء مدينة تيزنيت ولاجهة تتدخل


حين يبلغ اليأس والجهل وضعف الوازع الديني بالإنسان مبلغه، يلجأ إلى أي قشة يتمسك بها ليجد حلا لمشاكله المستعصية من وجهة نظره، فيرتمي في أحضان السحرة والمشعوذين، لعله يجد حلولا جاهزة لما يعانيه، هناك أسباب عديدة تدفع الفرد إلى الالتجاء بالساحر أو المشعوذ لقضاء حاجاته ومآربه التي استعصى عليه قضاؤها، ناسياً بذلك أنه لم يؤمن بقدرة الله عز وجل على حل مشاكله، وإلا لكان لجأ إليه فهو الملاذ والملجأ الوحيد القادر على كل شيء سبحانه 
.

 كما توجد أسباب نفسية وتربوية واجتماعية، وتتمثل في  الانحراف الخطير الذي يصور الحق للإنسان باطلا، ويصور له الباطل حقا، ومنه اللجوء إلى خدمات الساحر والمشعوذ ضاربا عرض الحائط بوعيد القرآن الكريم وبما جاء في السنة النبوية، لا يهمه سوى بلوغ المرمى ونيل المراد ولو بأخس الطرق وأحقرها،وكذلك أسباب تفشي الأمية والجهل والتخلف الحضاري والحسد الاجتماعي وغيره في المجتمع المغربي.


فأحياء المدينة القديمة بتيزنيت لا تكاد تخفى من السحرة والمشعوذين،بل أصبح يتعدى حدود المدينة العتيقة و انتقل إلى أحياء جديدة أخرى، فأصبحت هذه الظاهرة الممارسة في المجتمع ليس حكرا فقط على الرجال و إنما حتى النساء اللواتي ارتفع عددهم خلال 4 سنوات الأخيرة، يقنعون ضحاياهم أنهم يعالجنهم بالقرآن الكريم "كلام الله" أو بمعنى الرقية الشرعية، خلال كتابتها في النمائم التي لا علاقة لها بالقرآن أو الرقية الشرعية ويضعها بعضهم في سوائل للشرب و أطعمة وفي حالات أخرى تكتب على ورق يدعى "الحرز"، للأسف عند ما تفتح أحدها تجد رموز و كتابات شيطانية لا علاقة لها بالدين أو الملة، تدعوا لعبادة الشيطان و الجن و غيرهم.


من أبرز ضحايا هؤلاء "المشعوذين"، نساء على خصومة مع أزواجهم أو حتى في بعض الأحيان تكون بعض النساء المتزوجات على حافة الطلاق من أزواجهم، وفتيات مقبلات على الزواج و أمهات تنتظر نجاح أبنائها و شباب يحلمون بالوظيفة العمومية، الكثير ثم الكثير لكن من سيحد من هذه الظاهرة التي تلوح في الأفق؟


العديد من الضحايا تعرضوا للسرقة و النصب و الاحتيال بطرق ملتوية و بتكهنات تضرب الواقع في عرض الحائط و آخرون تعرضوا لهتك أعراضهم "الاغتصاب" و للإذلال، و فئة أخرى قضوا على حياتهم الأسرية السعيدة بأيدهم، هل الأسباب التي تجعل الناس مقدمين على من يمارسون "الشعوذة" هو ضعف الدين و الإيمان بالله وقدره "خيره و شره"؟ أم التفكير و البحث عن أكاذيب تشبع غرائزهم التي تطمح للتغير و محوا الواقع المعيشي الحالي؟ أم الفقر أم "الجهل" ؟ كما أسمها العديد مم من يرفضون وجود هذه الظاهرة الخطيرة التي تتطور من حين لأخر بالمجتمع .


أشخاص على حافة الصبر من أمرهم ينتظرون التدخل لإيقاف الظاهرة "المهزلة" و آخرين يتساءلون حول من الجهة المسئولة و المعنية بمحاربة الظاهرة المنتشرة في وسطنا الاجتماعي، هل "المجتمع" ؟ أم "الشخص" بعينه ؟ وتبقى هذه تساؤلات ترتطم ببعضها البعض، ليحن التعبئة و التحرك و التوعية الجذرية الواقعية للقضاء نهائيا على الظاهرة، و يبقى في النهاية المجتمع المدني هو المسئول الأول و الأخير لحول بقاء أو الحد منها.


هل أعجبك الموضوع ؟

تعليقات المدونة :



محول الاكوادالإبتسامات